التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2020

المقامة – المصطلح والنشأة

بقلم/ الدكتور رائد أبو زيد  أكاديمي وتربوي  مدير عام مدارس آيلا العالميّة  عمّان – المملكة الأردنيّة الهاشميّة  يقول ابن منظور، صاحب اللسان: "المُقام والمُقامة: الموضع الذي نقيم فيه، والمُقامة بالضم؛ الإقامة. والمَقامة بالفتح: المجلس والجماعة من الناس. وقال: وأمّا المَقام والمُقام فقد يكون كلُّ واحدٍ منها بمعنى الإقامة، وقد يكون بمعنى موضع القيام، وقوله تعالى: (لَا مَقَامَ لَكُمْ) ( [1] ) أي لا موضع لكم، وقُرئ لا مُقام لكم بالضم، أي: لا إقامة لكم"( [2] ).  وبناءً على هذا المعنى حدد الأدباء فيما بعد معنى المقامة لغوياً بمعنى المجلس، أو الجماعة فيه، وقد كان هذا رأي الدكتور شوقي ضيف في كتابه المقامة ( [3] )، واستشهد بما يُدلِّل على هذا الرأي بقول زهير بن أبي سُلْمى:  وفيهم مقاماتٌ حسانٌ وجوهُها                           وأنديةٌ ينتابهُا القولُ والفعلُ  فالمَقَامة هنا جاءت بمعنى: مجلس القبيلة وناديها. أمّا في قول لبيد :  ومقامةُ غُلْبُ الرّقاب ِكأنَّهم     ...

اتفاق الصورة واختلاف الدلالة في الصيغة الصرفية - صيغ الواحد والجمع أنموذجًا

بقلم/ الدكتور عبدالعزيز سعيد الزّهراني  المملكة العربية السعودية  وزارة التعليم  الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف  مكتب تعليم شرق الطائف           يتصل بالصيغة العديدُ من القضايا المختلفة، ومن تلك القضايا، قضيةُ توافق البنى الصرفية في الشكل واختلافها في المعنى أو الدلالة، وهي إحدى أنماط المشترك الصرفي، تلك القضية التي سجلت حضورا بارزا ليس على مستوى العربية فحسب، بل في كثير من أنظمة اللغات الصرفية. وفي هذه المقالة سنركز الحديث حول توافق بنية الصيغة أو شكلها واختلاف دلالتها في صيغ معنيين متقابلين هما: الواحد والجمع، ولا شك أنه نمط لطيف يكشف لنا عن عمق العربية وحيوية صيغها. ومن ذلك صيغة (فُعْل) في قوله تعالى: {فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُون} [الشعراء، 119] . وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم} [يونس:22]. حيث جاءت في الآية الأولى للدلالة على المفرد بدليل إفراد مشحون، وفي الآية الثانية استعملت جمعا بدليل وجرين. وفي تفسير هذه الظاهرة انقسم العلماء فريقين: فريق يرى أن (فُلْكًا)...

منطق اللغة وفوضى الأنماط - مثل من التذكير والتأنيث في اللغة العربية

بقلم/ الأستاذ الدّكتور محمود مبارك عبيدات أستاذ اللّغة والنّحو جامعة العلوم الإسلاميّة العالميّة - الأردنّ  إنّ أنظمة اللغة كاملة ابتداء من النظام الصوتي فالصرفي فالنحوي فالدلالي تدل بجوانبها الكلية إلى أنّ اللغة – أي لغة – تسير وفق منطق شامل، أساسه الوضوح وفق القاعدة اللغوية العامة التي تنص على أنّ اللغة يجب أن تنأى عن الوقوع في اللبس، فقاعدة أمن اللبس هي القاعدة الكبرى التي يقوم عليها منطق اللغة، هذه اللغة التي يلجأ إليها الإنسان لتحقيق التواصل مع أبناء جلدته، أو مع غير أبناء جلدته بلغته أو بلغتهم.  غير أنّ هذا المنطق العام الذي تنطلق منه كل اللغات يتعرض في بعض الأحيان إلى تمرُّد تمارسه عليه بعض الأنماط اللغوية التي تُظْهِرُ خروجا صارخًا على تلك القاعدة العامة التي يفترض أنها تحكم منطقية اللغة، ألا وهي قاعدة أمن اللبس، ومن هذه الأنماط ما نجده في ظاهرة التذكير والتأنيث، ولا سيّما فيما يُذكَّرُ ويؤنَّث من ألفاظ اللغة في آن واحد.  شغلت مسألة التذكير والتأنيث بال الباحثين في علم اللغة من كافة الأجناس، حتى اعترف برجشتراسر – عالم اللغة العربية واللغات السامية الألماني – ...