التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

اللّغة العربيّة وتحدّي الازدواجيّة اللّغويّة والثّقافية

  اللّغة العربيّة وتحدّي الازدواجيّة اللّغويّة والثّقافية   بقلم/ الدكتور عبدالكريم عبدالقادر اعقيلان    ما أن تُذكر اللّغة العربيّة إلاّ ويُذكرُ ذلك التّاريخ العريق الذي سادت فيه ميادين الأدب والثّقافة، وتُذكرُ حدود الجغرافيا التي سادت عليها هذه اللّغة في مشارق الأرض ومغاربها، كما يُذكرُ ذلك الإنسان العربيّ الذي ارتفعَ ذكره وعلا مقامه فصار مثالاً يُحتذى به في الزّي واللّسان . ولكنّ هذه الحقيقة التّاريخيّة، تصطدم بواقعٍ يوحي بالبون الشّاسع بين ما كانت عليه العربيّة في الحقب التّاريخيّة السّالفة، وما آلت إليه في عصرنا الحاضر، ولا يعني ذلك أبدًا تحوّل العربيّة عن الرّيادة العلميّة أو الثّقافيّة، بل هو نتاج عوامل أثّرت في كينونة المجتمعات العربيّة التي اضطربت فيها لغتها العربيّة وماجت مع تلاطم أمواج التّداخل الثّقافيّ الذي تسرّب إلى فكر وعقل الإنسان العربيّ . ومن أبرز ما يواجه اللغة العربيّة من تحدّياتٍ في الواقع المعاصَر، هو تلك الازدواجيّة التي تفرز مستويين من اللّغة العربيّة، أحدهما : المستوى الفصيح أو الكلاسيكي، الذي يستند إلى مستوياتٍ عليا من الأنظمة اللّغو...

اللغة العربية - تاريخ وتحدّيات

  اللغة العربية - تاريخ وتحدّيات   تُعدُّ اللغة العربية واحدة من اللغات الحية الأكثر استخدامًا في العالم، وقد شكلت جزءًا أساسيًا من التاريخ الإنساني والثقافي للعالم العربي والإسلامي، وتعود جذور اللغة العربية إلى القرن الرابع الميلادي، حيث كانت مستخدمة في الجزيرة العربية من قبل القبائل العربية، وفي ذلك الوقت، كانت اللغة العربية مكونة من مجموعة من اللهجات، وكان استخدامها محدودًا في الكتابة. بعد ذلك، تغيرت الأحوال السياسية والثقافية في المنطقة، وقامت الدولة الإسلامية في القرن السابع الميلادي بتوسيع نطاق استخدام اللغة العربية بشكل كبير. وقد أصبحت اللغة العربية لغة القرآن ولغة الدعوة الإسلامية، وانتشر استخدامها بسرعة في كل أنحاء العالم الإسلامي. في القرون التالية، تطورت اللغة العربية بشكل كبير، حيث بدأ استخدامها في الأدب والعلم والفلسفة والتاريخ وغيرها من المجالات وترجم العلماء العرب العديد من الأعمال الفلسفية والعلمية إلى اللغة العربية، مما أدى إلى تطور المفردات والقواعد والتراكيب اللغوية. اللغة العربية واللّغات السّاميّة تنتمي اللغة العربية إلى الفرع السامي للغات الأفروآسيوية، و...

لغة الاقتصاد وأثرها في التّواصل

  لغة الاقتصاد  تمثل اللغة إحدى الركائز الأساسية في حياة الإنسان؛ فهي وسيلته الأولى للتعبير عن ذاته، وأداته الجوهرية في التواصل مع محيطه. غير أن وظيفة اللغة لا تقتصر على كونها أداة للتخاطب، بل تتجاوز ذلك لتؤثر في طريقة إدراكنا للواقع، وتشكّل أنماط تفكيرنا، وتحدد آليات معالجتنا للمعلومات وفهمنا للخطاب الموجّه إلينا أو الصادر عنا.  وفي هذا السياق، تبرز "لغة الاقتصاد" بوصفها نمطًا تخصصيًا من أنماط اللغة، يتم توظيفه في تحليل الظواهر الاقتصادية، وصياغة النظريات، وبناء المفاهيم المتعلقة بعالم المال والأعمال. وغالبًا ما توصف هذه اللغة بالتعقيد، لا بسبب بنيتها الاصطلاحية فحسب، بل لما تتطلبه من خلفية معرفية دقيقة، وقدرة على إدراك العلاقات السببية والكمّية في النصوص الاقتصادية. وعلى الرغم من ذلك، فإن تعلّم هذه اللغة ليس مستحيلاً، بل يمكن بلوغه من خلال التمرّس على المفاهيم الأساسية، وفهم دلالات المصطلحات التي تشكّل بنيتها. أولًا: اللغة الاقتصادية وتأثيرها في الخطاب العام  إن للغة الاقتصاد حضورًا متزايدًا في الخطاب اليومي، خاصة في ظل الأزمات العالمية المتلاحقة، ما أد...