التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2019

داهمنا الوقت ...

بقلم/ الدكتور عبدالكريم اعقيلان إنّه زمنٌ محدود... زمنٌ تفوقُ حدودُه الآفاقَ بحركةٍ دائبة، تتداخل فيها الأماكنُ والأحداثُ بصورةٍ دراميّة بَطُلَها ذلك الإنسانُ الذي يحاول أن يُمسكَ بزمامه، لكنّه سُرعانَ ما يُدركُ عدم جدوى إيقافه؛ لأنّ إيقافه يعني خروجه من هذه الحياة... يقود هذا الإدراكُ الإنسانَ إلى مسابقة الزّمن ومواكبة التّغيّرات، ليوجد لنفسه مكانًا مستقرًّا في المضمون لا في الشّكل؛ ذلك أنّ الاستقرار الشّكليّ لا يعني التّقدّم أو التّطوّر، بل هو الوهم الذي يَغُرُّ الإنسانَ ويبثُّ فيه روح التّراخي، في حين أنّ الاستقرار في المضمون هو الاستقرار الحقيقيّ لما يشتمل عليه من إنتاجٍ وثمارٍ تُلمَسُ آثارها فائدةً تعود بالنّفع على واقعه ومستقبله... إنّ بروز الشّيب في الرأس يمكن إخفاؤه بأروع الصّبغات التي تُعيد للشّعر رونقه... وتجاعيد الوجه يمكن إزالتها بأحدث عمليّات التّجميل التي تُعيد له نضارته... ولكنّ هذه العلاجات لا تُعيدُ للإنسان أيّامَه التي تمضي... وعمرَه الذي ينقضي... ولا تستطيع تغيير تاريخ ميلاده، فضلاً عن إطالة عمره المسطّر في الكتاب المكنون... إنّه غنيمةٌ... الشّباب يتحوّل هرمًا... و...

قراءة في قصيدة (ألؤلؤٌ دمعُ هذا الغيث أم نُقَطُ؟) - لـ ابن هانئ الأندلسي

بقلم/ الدكتور عبدالكريم عبدالقادر اعقيلان تعريف بالشاعر ( [1] ) :     هو أبو قاسم، محمد بن هانئ بن محمد الأزدي. ولد في قرية "سكون" في "إشبيلية"، عام ثلاثمئة وعشرين للهجرة. يتصل نسبه بسلالة المهلب بن أبي صفرة، القائد الإسلامي المشهور، في دولة بني أمية.    استفاد من فترة حكم الناصر، بين عامي ثلاثمئة، وثلاثمئة وخمسين هجرية، في رفع مستواه الثقافي، والاطلاع على المعارف والعلوم، لما شهدته هذه الفترة من ازدهار في هذا الجانب.    كان معتقده شيعياً، يتشيع للفاطميين، ويؤيدهم بروحه وبقلبه وبلسانه. وكان هذا سبباً لوقوعه تحت وطأة اضطهاد المجتمع الأندلسي، وخاصة، في إشبيلية، حتى كادوا يفتكون به، لولا مكانه من أميرها. ولعل اتهامه بانتمائه لمذهب الفلاسفة كان سعياً للقضاء عليه؛ لأن الوطن الأندلسي لم يكن يسمح لصاحب الفلسفة أن يعيش سالماً فيه، فإما أن يقتل وإما أن يهاجر، أو يتوب. ولا ينفي هذا أن يكون ابن هانئ، في الحقيقة، من أتباع هذا المذهب، ففي شعره بعض الإشارات التي وجدت عند أتباع مثل هذه المذاهب.      اتصل ابن هانئ بالمعز، في القيروان، عاصمة الخلافة ا...

الموشّحات الأندلسيّة - نظرة مختصرة

بقلم/ الدكتور عبدالكريم عبدالقادر اعقيلان مفهوم الموشحات: ·          في اللغة: "الموشحات جمع موشحة، وهي مشتقة من الوشاح وهو: خيطان من لؤلؤ و جوهر منظومان يخالف بينهما معطوف أحدهما على الآخر".                                                                                                        [ شوقي ضيف / عصر الدول:146 [ . ·          في الاصطلاح: " الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص بقواف مختلفة. وهو يتألف في الأكثر من ستة اقفال وخمسة أبيات، ويقال له التام/ وفي الأقل من خمسة أقفال وخمسة أبيات ويقال له الأق...