التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف دراسات نقدية

اللّغة العربيّة وتحدّي الازدواجيّة اللّغويّة والثّقافية

  اللّغة العربيّة وتحدّي الازدواجيّة اللّغويّة والثّقافية   بقلم/ الدكتور عبدالكريم عبدالقادر اعقيلان    ما أن تُذكر اللّغة العربيّة إلاّ ويُذكرُ ذلك التّاريخ العريق الذي سادت فيه ميادين الأدب والثّقافة، وتُذكرُ حدود الجغرافيا التي سادت عليها هذه اللّغة في مشارق الأرض ومغاربها، كما يُذكرُ ذلك الإنسان العربيّ الذي ارتفعَ ذكره وعلا مقامه فصار مثالاً يُحتذى به في الزّي واللّسان . ولكنّ هذه الحقيقة التّاريخيّة، تصطدم بواقعٍ يوحي بالبون الشّاسع بين ما كانت عليه العربيّة في الحقب التّاريخيّة السّالفة، وما آلت إليه في عصرنا الحاضر، ولا يعني ذلك أبدًا تحوّل العربيّة عن الرّيادة العلميّة أو الثّقافيّة، بل هو نتاج عوامل أثّرت في كينونة المجتمعات العربيّة التي اضطربت فيها لغتها العربيّة وماجت مع تلاطم أمواج التّداخل الثّقافيّ الذي تسرّب إلى فكر وعقل الإنسان العربيّ . ومن أبرز ما يواجه اللغة العربيّة من تحدّياتٍ في الواقع المعاصَر، هو تلك الازدواجيّة التي تفرز مستويين من اللّغة العربيّة، أحدهما : المستوى الفصيح أو الكلاسيكي، الذي يستند إلى مستوياتٍ عليا من الأنظمة اللّغو...

المقامة – المصطلح والنشأة

بقلم/ الدكتور رائد أبو زيد  أكاديمي وتربوي  مدير عام مدارس آيلا العالميّة  عمّان – المملكة الأردنيّة الهاشميّة  يقول ابن منظور، صاحب اللسان: "المُقام والمُقامة: الموضع الذي نقيم فيه، والمُقامة بالضم؛ الإقامة. والمَقامة بالفتح: المجلس والجماعة من الناس. وقال: وأمّا المَقام والمُقام فقد يكون كلُّ واحدٍ منها بمعنى الإقامة، وقد يكون بمعنى موضع القيام، وقوله تعالى: (لَا مَقَامَ لَكُمْ) ( [1] ) أي لا موضع لكم، وقُرئ لا مُقام لكم بالضم، أي: لا إقامة لكم"( [2] ).  وبناءً على هذا المعنى حدد الأدباء فيما بعد معنى المقامة لغوياً بمعنى المجلس، أو الجماعة فيه، وقد كان هذا رأي الدكتور شوقي ضيف في كتابه المقامة ( [3] )، واستشهد بما يُدلِّل على هذا الرأي بقول زهير بن أبي سُلْمى:  وفيهم مقاماتٌ حسانٌ وجوهُها                           وأنديةٌ ينتابهُا القولُ والفعلُ  فالمَقَامة هنا جاءت بمعنى: مجلس القبيلة وناديها. أمّا في قول لبيد :  ومقامةُ غُلْبُ الرّقاب ِكأنَّهم     ...

قصيدة - رسالة إلى جلال الدين الروميّ

شعر - الدّكتور/ بكر السّواعدة أستاذ الدّراسات اللّغويّة الجامعة الأمريكيّة - الأردن وَهْمُ المَسافةِ يَستبيحُ خُطانا                            ويُعيدُنا قَهْرًا إلى مَنْفانا يَجتثُّنا مِنّـا ويُوقِظُ خَوفَنا                            لنُجيبَ صوتَ البُعْدِ إذْ نادانا  ها أنّنا، نَجثو على جَمْرِ النَّوى                            ونَسدُّ دَرْبًا للِّقا قد كانا ماذا نَقولُ إذِ الأماني أقْفَرَتْ                            وغَدا الهَوى بعدَ الفِراقِ هَوانا؟ يا سيّدَ العُشّاقِ، هذي حالُنا                            عبَث...

ألنا مدارس بلاغيّة؟

بقلم/ الدكتور عبدالكريم عبدالقادر اعقيلان قد تكون صيغة السّؤال الوارد في العنوان مسموعةً من قبل، فقد طُرح مثله في شأن المدارس النّحويّة، كما فعل (إبراهيم السّامرائيّ) في بحثه الموسوم بـِ (ألنا مدارس نحويّة؟)، إذ أشار إلى أنّ تسمية المدرسة هي مقابلةٌ للمذهب والطريقة، وهذه التسميات هي التي كانت شائعة عند الأوائل.  وأمّا في شأن علم البلاغة، فالنّظر إلى تاريخ هذا العلم، يُظهِرُ أنّ موضوعاته قد كانت محلّ نظرٍ لدى صنوف العلماء إذ وظّفوها في خدمة الأغراض الخاصّة بكلّ منهم، فتناولها النّحويّون والمعجميّون والمتكلّمون والنّقاد، وهذا يعني أنّ لكلّ منهم مذهبه وطريقته، ولكن! هل يصحُّ أن نطلق على توظيف تلك الاتّجاهات تسمية (المذاهب) أو (المدارس) في تناولها للبلاغة؟ وقبل الإجابة عن هذا التّساؤل، ينبغي النّظر في منهجيّة تناول تلك الاتّجاهات للبلاغة، والأغراض التي وُظّفت البلاغة فيها عندهم.  بلاغة النّحاة شكّلت العلاقة بين البلاغة والنّحو صورةً تكامليّة برزت في ما يُسمّى (معاني النّحو)، وحضرت البلاغة في كثيرٍ من المسائل التي تناولها النّحاة، بل إنّ مرجعيّة نشأة هذا العلم تُنسب إلى النّحاة، فق...

قراءة في قصيدة (ألؤلؤٌ دمعُ هذا الغيث أم نُقَطُ؟) - لـ ابن هانئ الأندلسي

بقلم/ الدكتور عبدالكريم عبدالقادر اعقيلان تعريف بالشاعر ( [1] ) :     هو أبو قاسم، محمد بن هانئ بن محمد الأزدي. ولد في قرية "سكون" في "إشبيلية"، عام ثلاثمئة وعشرين للهجرة. يتصل نسبه بسلالة المهلب بن أبي صفرة، القائد الإسلامي المشهور، في دولة بني أمية.    استفاد من فترة حكم الناصر، بين عامي ثلاثمئة، وثلاثمئة وخمسين هجرية، في رفع مستواه الثقافي، والاطلاع على المعارف والعلوم، لما شهدته هذه الفترة من ازدهار في هذا الجانب.    كان معتقده شيعياً، يتشيع للفاطميين، ويؤيدهم بروحه وبقلبه وبلسانه. وكان هذا سبباً لوقوعه تحت وطأة اضطهاد المجتمع الأندلسي، وخاصة، في إشبيلية، حتى كادوا يفتكون به، لولا مكانه من أميرها. ولعل اتهامه بانتمائه لمذهب الفلاسفة كان سعياً للقضاء عليه؛ لأن الوطن الأندلسي لم يكن يسمح لصاحب الفلسفة أن يعيش سالماً فيه، فإما أن يقتل وإما أن يهاجر، أو يتوب. ولا ينفي هذا أن يكون ابن هانئ، في الحقيقة، من أتباع هذا المذهب، ففي شعره بعض الإشارات التي وجدت عند أتباع مثل هذه المذاهب.      اتصل ابن هانئ بالمعز، في القيروان، عاصمة الخلافة ا...

الموشّحات الأندلسيّة - نظرة مختصرة

بقلم/ الدكتور عبدالكريم عبدالقادر اعقيلان مفهوم الموشحات: ·          في اللغة: "الموشحات جمع موشحة، وهي مشتقة من الوشاح وهو: خيطان من لؤلؤ و جوهر منظومان يخالف بينهما معطوف أحدهما على الآخر".                                                                                                        [ شوقي ضيف / عصر الدول:146 [ . ·          في الاصطلاح: " الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص بقواف مختلفة. وهو يتألف في الأكثر من ستة اقفال وخمسة أبيات، ويقال له التام/ وفي الأقل من خمسة أقفال وخمسة أبيات ويقال له الأق...