اللّغة العربيّة وتحدّي الازدواجيّة اللّغويّة والثّقافية بقلم/ الدكتور عبدالكريم عبدالقادر اعقيلان ما أن تُذكر اللّغة العربيّة إلاّ ويُذكرُ ذلك التّاريخ العريق الذي سادت فيه ميادين الأدب والثّقافة، وتُذكرُ حدود الجغرافيا التي سادت عليها هذه اللّغة في مشارق الأرض ومغاربها، كما يُذكرُ ذلك الإنسان العربيّ الذي ارتفعَ ذكره وعلا مقامه فصار مثالاً يُحتذى به في الزّي واللّسان . ولكنّ هذه الحقيقة التّاريخيّة، تصطدم بواقعٍ يوحي بالبون الشّاسع بين ما كانت عليه العربيّة في الحقب التّاريخيّة السّالفة، وما آلت إليه في عصرنا الحاضر، ولا يعني ذلك أبدًا تحوّل العربيّة عن الرّيادة العلميّة أو الثّقافيّة، بل هو نتاج عوامل أثّرت في كينونة المجتمعات العربيّة التي اضطربت فيها لغتها العربيّة وماجت مع تلاطم أمواج التّداخل الثّقافيّ الذي تسرّب إلى فكر وعقل الإنسان العربيّ . ومن أبرز ما يواجه اللغة العربيّة من تحدّياتٍ في الواقع المعاصَر، هو تلك الازدواجيّة التي تفرز مستويين من اللّغة العربيّة، أحدهما : المستوى الفصيح أو الكلاسيكي، الذي يستند إلى مستوياتٍ عليا من الأنظمة اللّغو...