بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد:
تعد ظاهرة
التأنيث في اللغة من الظواهر الإنسانية التي زاوجت بين الفلسفة واللّغة، فهي
مستوردةٌ أساساً من واقع الإنسانيّة الذي يُقسّم المجتمع إلى نصفين: ذكرٍ وأنثى،
وفي الوقت ذاته، تنحو هذه الظاهرة منحًى مخالفاً لمفهوم التذكير والتأنيث، حينَ
تُمنح بعضُ المدلولات الذّكوريّة علامات التأنيث وألفاظها.
إن بروز هذه
الظاهرة من حيث وجودها الفعليّ في فلسفة الحياة الإنسانيّة، وواقع الاستعمال
اللّغويّ، يفرضُ الاعتراف بها والالتزامَ بها، والبحث في مفهومها وأصالتها في
اللّغة العربيّة، وهو موضوع هذا البحث.
وخلاصة ما ورد في البحث ما يأتي:
- فلسفة العقيدة الإسلامية في نفي التأنيث عن الله تعالى، قد أخذت منحاها في تفسير آيات الكتاب العزيز، وتوجيهها بما يُنزّه الله تعالى عن كل ما لا يليقُ به، مما يؤكد بجلاء بلاغة اللغة العربية وفصاحتها، وروعتها في البيان والتعبير، لتوافق حقائق الوجود بما لا يتوافر عند أيّ لغةٍ أخرى.
- الفكرة التي بنيت عليها ظاهرة التأنيث غير مطردة في اللغات جميعها، بل تتفاوت هذه الفكرة تبعاً لفكر المجتمعات وتصورات شعوبها.
- من دلالة التأنيث في اللغة العربية: الفرعيّة، والكثرة.
كتبه/ الدكتور عبدالكريم عبدالقادر اعقيلان