رحلتي في التداول: لماذا هذا الكتاب؟
شهادة ومناهج تربوية تكشف أحكام سوق الفوركس، وطرق الاحتيال، ودروس عملية لبناء وعي المستثمر ... دليل عملي للمتداول ...
1. الأسباب التي دعتني إلى تأليف الكتاب:
لقد بدأت القصة من تجربةٍ شخصية إذ دخلتُ سوق الفوريكس ليس كما يدخله الكثيرون، بل دخلته دخولاً محفوفًا بالمغامرة والجرأة، والتّعرّض لعقول مستثمرين لا يتعاملون بالأحاد أو العشرات أو المئات من الأرقام الماليّة، بل لا يعرفون سوى خانات الآلاف فما فوق... فما كنت أجنيه في شهر رأيته يتحقق في الفوريكس في ساعات... وما يتحقق في اثني عشر شهرًا يُمكن تحقيقه في ستّة أيّام ... هذه حقيقة وليست خيالاً... فهذا أول دافعٍ دفعني إلى نقل هذه التّجربة، لأنّني على يقين بأنّ هناك الكثير من يطمح إلى تحقيق هذه الغاية الاقتصاديّة، ولكنها ليست بالسّهولة التي سردتها عليكم.وهنا، نأتي إلى الدّافع الثّاني، وهو أنّ هذه الفئة من المستثمرين، ليسوا على درجة واحدة من الفهم والإدراك في العمل الفنّي وتحليل الأسواق الماليّة، بل بعضهم يعملون سماسرة لدى شركات التّداول ولا يفقهون شيئًا في التّحليل الفنّي، وكل ما يفعلونه هو استغلال الرغبة النّفسية لدى المتداولين الصّغار ويغرونهم بالأرباح في لحظة معيّنة ثم يفاجئونهم بحرق محافظهم الماليّة ليتقاسموها مع أرباب الشّركات بنسبة متّفقٍ عليها، فكان لا بد من أن ننبّه الرّاغبين في الدّخول في هذا السّوق إلى أنّك ستواجَه بأعداء يرتدون ثياب الأصدقاء وهم في الحقيقة سماسرة ومحتالون.
2. البناء الفنّي للكتاب
الكتاب في تصنيفه لا يقع ضمن حدود فنّيّة مقيّدة بنوعٍ أدبي واحد، بل يجمع في محتواه وطريقة عرضه صور فنيّة متعدّدة، وأكاد أزعم أنني استحدثت في هذا الكتاب أسلوبًا كتابيًّا متميّزًا ومتفرّدًا يضع القارئ في حيرةٍ، أهي سيرةٌ ذاتيّة؟ أم مجموعة قصصية؟ أم هي رواية أو قصّة؟ أم هل هي مجموعة خواطر وتأمّلات أدبيّة؟ وما الكيفيّة التي تم بناء هذا الكتاب عليها؟ ... هذه مجموعة من التساؤلات قد تقدح في ذهن من يقرأ الكتاب حول النوع الأدبيّ الذي قام عليه الكتاب.ويُمكن القول بأنّ الدوافع التي ذكرتها في تأليف هذا الكتاب قد تكون هي السبب في مجيء الكتاب بهذه الكيفيّة الفنّيّة متعدّدة الاحتمالات التّفسيريّة، فالكتاب خرج من خلال تدفقات ونبضات شكّلت بناءه الفنّي، فجاء بناء الكتاب قائمًا على عشر وحدات موضوعيّة متتابعة، تتناول كلّ وحدة منها فكرة محدّدة، غير أنّ الخيط الفكري والسياقيّ يظل ممتدًّا بينها من البداية إلى النهاية في نَسَقٍ واحدٍ متكامل، ويبدأ كلّ قسم بعنوانٍ رئيس يحدّد الدّرس أو المغزى الرئيس الذي أريد أن أتحدّث عنه، يتبعه عنوانٌ فرعي جعلته يكون بمثابة الانطلاقة التي أرى فيها تشويقًا لبدء القصّة، ثمّ أسرد قصّة قصيرة تُجسّد الحدث وتكشف عن الموقف، لأختتم بـالدرس أو المغزى يلخّص التجربة ويعيد القارئ إلى جوهر الفكرة، ثمّ أضفت في نهاية كلّ وحدة سؤالين موجَّهين إليه مباشرة، صغتهما بطريقة تستثير وعيه وتدفعه إلى مراجعة ذاته:
السؤال الأول: ماذا ينبغي أن تفعل؟
السؤال الثاني: ماذا سيحدث إن لم تتوقّف؟
بهذا التكوين، لم يكن الكتاب مجرّد عرضٍ لتجربةٍ في التداول، بل أصبح رحلةً فكريةً وتربويةً تُعيد بناء وعي القارئ وتضعه في مواجهة مع حقائق يجب عليه أن يكون جريئًا ومدركًا لعواقب التّعامل معها...
3. ما النّتائج التي خرج بها الكتاب
إذا أردت أن أسرد النّتائج التي خرج بها الكتاب يُمكنني أن أبرزها من خلال الأهداف التي سعيت في أن يحققها الكتاب، وهي غير الدّوافع التي ذكرتها من قبل، فعندما أقول هدفًا يعني هناك نتيجة تقابله، أمّا الدّافع فهو المنشأ الذي انطلقتُ منه للتّفكير في تأليف الكتاب.الهدف الأوّل: إبراز أهمّيّة التّعلّم ودراسة علم التّداول والتّحليل الفنّي
فالتّعامل مع سوق الفوريكس ليس كالتّعامل ما الأسواق التّجاريّة الملموسة في البيع والشّراء، فإذا نظرت إلى حقيقة سوق الفوريكس في الطّريقة التي يُدار بها الآن، تجد أنّك أمام بحر متلاطم وأمواج عاتية، الأرباح التي تُحقّقها أنت هي حتمًا خسارة عند آخرين، وخسارتك هي ربح عندهم، ويُضاف إلى ذلك أنّه سوق له أدوات تقنيّة يُمكن أن ترفعك إلى مصافّ الثّراء الفاحش، ويُمكن أن تحرق محفظتك المالية في أجزاء من الثّانية، وفوق ذلك كلّه يقوم في أساسه على عوامل نفسيّة فالمتداول أو المستثمر النّاجح هو الذي يبني تحركّاته السّعريّة في السّوق بيعًا وشراءً وهو متجرّد من مشاعر الخوف أو الطّمع، لأنّ الخوف سيمنعه من تحقيق الأرباح، والطّمع سيوقعه في فخ الخسارة... وقبل ذلك وبعده هو في تحدّ وصراع ما يسمى بـ (صانع السّوق) وهو مصطلح يعبّر عن مجموعة من القوى التي تتحكّم باتّجاه الحركة السّعريّة لتحقيق استنزاف للسيولة المالية لعدد كبير من المتداولين لتحقيق الأرباح الخيالية لهم، فتعلّم أصول التّحليل الفنّي حتمًا ستنقلك إلى حدود فهم آلية الحركة السّعريّة ومعرفة كيف تتخذ قرار الاستثمار بعقلانيّة.
الهدف الثّاني: كشف حقيقة سماسرة شركات التّداول
في سوق الفوريكس أنت في أمان طالما قرارات الصفقات متّخذة بمنطق ووفق أصول التحليل الفنيّ ووفق معايير المخاطرة المنطقيّة التي تحددها الدراسات والأبحاث على أنّها (1% - 3%)، بمعنى، أنّ أي صفقة تدخلها بيعًا أو شراءً فإن مقدار وقف الخسارة الذي توقف فيه الصفقه ينبغي ألاّ يتجاوز هذه النّسبة من رأس المال... فبإمكانك التعويض لاحقًا لأنّك لا تزال تمتلك مالاً في المحفظة ويمكنك تحقيق الأرباح... لكن!
هناك فئة من العناصر الذين أسمّيهم (سماسرة شركات التّداول) ينتظرون منك غفلة أو ثقة تمنحهم إيّاها لكي ينقضوا على محفظتك ويحرقوها حرقًا ليتقاسموا الخسارة مع (البروكر) أي: شركة التّداول التي تتداول على منصتها، وللأسف أنّ هؤلاء السّماسرة يأتونك بلباس صديق يوهمك بأنّه يريد مصلحتك ويخاف عليك وعلى أموالك لكنّه في الحقيقة غير ذلك، فكان لابد من التّنبيه على هذه الفئة وذكر نماذج من أحداث حقيقيّة... وأدعوكم إلى قراءة الدرس السادس (عندما تكون الأرباح أداة للاستدراك!) لكي تتعرفوا من خلال موقف حقيقي ماذا كان يريد أن يفعله أحد هؤلاء السّماسرة، لولا لطف الله وعنايته...
الهدف الثّالث: تأسيس منهجٍ تربويّ في التداول
أزعم أنّني في هذا الكتاب قد رسمت معالم الاحتيال البارزة في سوق التداول، وهذه المعالم من خلال ما قدمته من أمثلة وطرق تعليم حقيقية وواقعية يُمكن هزيمتها والتّغلّب عليها، فمعرفة جوهر المرض هو أوّل خطوات النّجاح في معالجته وبناء لقاحات الوقاية منه، وقد قدّمت هذه المعالم من خلال نموذج تربوي يتبنى المنهج الوصفيّ والتّحليليّ ثم استخلاص النّتائج، ويمكنني تحديد معالم الاحتيال كما عرضتها بشكل سرديّ متشعّب في كتابي وأوردها هنا مجملة، كما يأتي:
1. الاحتيال الاستثماري المنظّم
2. سماسرة شركات التّداول
3. مجموعات توصيات التّداول
فنحن أمام ما يُمكن أن نسمّيه جريمة احتيال منظّمة، ولكنّ الأجهزة الأمنيّة لن يكون بمقدروها مساعدتك في مواجهة هذه المعالم طالما كنت أنت فريسة سهلة لهم وسلمّت لهم رقبتك ومفاتيح استثمارك ... وقد أوضحت في الكتاب نماذج هذه المعالم وطرق مكافحتها ومواجهتها والوقاية منها.

.svg.png)


تعليقات
إرسال تعليق