البناء الفني لقصص الأطفال عند روضة الهدهد
عناصر القصة ومميزاتها في قصة الأطفال:
1) الحبكة:
-
يقول فورستر: " تمثل الحبكة سرد الحوادث برابط السببية"، نحو: مات
الملك، ثم ماتت الملكة حزناً عليه، ويكون فيها التسلسل الزمني باقياً ولكن حسّ
السببية يكتنفه".
-
المعنى البسيط للحبكة: أن تكون حوادث القصة وشخصياتها مرتبطة ارتباطاً
منكطقياً ويجعل من مجموعها وحدة ذات دلالة محددة. فسرد أي مجموعة من الحوادث
مرتبطة بما يلزم من الشخصيات لا يكفي حتى نعد ما يسرد قص فنية. فالسرد خاصية
أيضاً للكتابة التاريخية. إذن: الحبكة الفنية: شيء يضاف إلى السرد ليجعل من
الأشياء المسرودة بناءً متماسك الأجزاء يؤدي هدفاً واحداً.
- أقسامها:
-
أولاً : من حيث الموضوع:
1.
الحبكة البسيطة: تكون فيها القصة مبنية على حكاية واحدة. مثال:
-
سعيد والطائرة
-
سناء المحيدلي
2. الحبكة المركبة: تكون مركبة من
حكايتين أو أكثر يتم ارتباطهما مع بعضهما برابط خفي. مثال:
- منقذ
القرية: تحتوي على أكثر من حكاية: موسم النبي موسى- إعدام ثلاثة شباب من فلسطين-
انتساب إبراهيم أبو دية للفدائيين- مقاتلة المستعمرين، وجميع هذ
ة الحكايات مرتبطة برابط البيئة.
- ثانياً:
من حيث التركيب:
1)
الحبكة المفككة: تبنى فيها القصة على سلسلة من الحوادث أو المواقف المنفصلة
التي لا ترتبط برباط ما. ووحدة العمل القصصي فيها لا تعتمد على تسلسل الحوادث،
ولكن على أحد الروابط الآتية:
- البيئة: مثل قصة الملثم
وجريمة الأحد الأسود.
-
الشخصية: مثل قصة حمزة بن عبدالمطلب.
-
النتيجة العامة: مثل قصة مهمة في الأغوار.
2)
الحبكة المتماسكة: وتتطلب ما يلي:
-
أن تنمو الأحداث في الحكاية نتيجة الأحداث السابقة التي تتحد معها لتوجد أحداثاً
لا حقة بعيدة عن منطق الصدفة.
-
أن تكون للحكاية بداية ووسط ونهاية.
-
مثالها: قصة أسد فوق حيفا، تتحدث عن الشهيد الأردني فراس
العجلوني.
-
سمات الحبكة:
-
الترابط الذي يجعل القص وحدة ذات دلالة محدودة.
-
التخطيط الذي ينتهي إلى العقدة، بحيث يشعر الطفل بالارتياح وهو يعيش حل هذة
العقدة.
-
قابلية التصديق في أدب الطفل فقط، أما في الأدب الآخر فلا يجب ذلك.
-
تساير طبيعة الأطفال في الإدراك غير الكافي لديهم لأكثر من عقدة حيث يتشتت ذهن
الطفل وتنعدم عنده القدرة على المتابعة.
-
الوضوح في عرض الأحداث، (في أدب الطفل فقط).
-
ربط القارئ بمراجع تاريخية وأدبية.
2)
الشخصيات:
-
أنواعها:
(1) الشخصية المسطحة أو الثابتة:
-
تبنى على فكرة واحدة، أو صفة لا تتغير طوال القصة.
-
لا تؤثر في الحوادث.
-
لا تأخذ من الحوادث أي شيء.
-
مثال: شخصية الأب- الأم- الجندي-…
(2)
الشخصية النامية أو المدورة:
-
تتكشف تدريجياً خلال القصة.
-
تتطور بتطور الحوادث؛ نتيجة تفاعلها المستمر مع هذة الحوادث، إما ظاهراً وإما
خفياً.
-
قد تنتهي بالغلبة أو الإخفاق.
-
مثال: شخصية روضة الهدهد في قصة (ليلى وفرن الصمود)، التي تلجأ الكاتبة في
رسمها إلى بعض الأسماء الحقيقية التي تقربها من الطفل وتكون محيطة به: مثل: سناء
محيدلي- صلاح الدين الأيوبي-… .
-
أهمية الشخصية في أدب الطفل:
-
تترك أثراً في سلوك الطفل إما سلبياً وإما إيجابياً. إذ يتعلم الطفل عن طريق
التقليد ويصل به الأمر إلى التقمص الوجداني مع بطل القصة، حيث يحزن لحزنه ويفرح
لفرحه.
-
سمات شخصية قصة الطفل:
-
الوضوح والبساطة، بحيث يفهمها الطفل لناضج بسهولة.
-
التنوع بين الخير والشر والقوة والضعف، ونحو ذلك…
-
يكون ظهورها عن طريق أحد الأساليب الآتية:
1.
الوصف المباشر. ويكون مظهراً لعدة أبعاد في الشخصية:.
-
البعد الجسمي: رجل- إمرأة- طفل- طويل قصير- …
-
البعد النفسي: عصبي- مجنون- هادئ- يحب يكره- …
-
البعد الاجتماعي: كما وضعت روضة عز الدين القسام شيخاً لشهداء فلسطين من
الناحية الاجتماعية.
-
البعد الفكري: محافظ- متحرر- …
2.
الحوار بنوعيه:
- مولوج
داخلي: حديث النفس.
-
الخطاب .
3) البيئة:
-
وتتكون من عنصرين: الزمان والمكان.
-
الزمان: ماض وحاضر ومستقبل.
-
المكان: محلي وغير محلي. وهو نوعان:
أ-
مكان مفتوح: كالبيت والمسجد والسيارة. ( يكون التصوير مبسوطاً في جميع أركان
القصة).
ب-
مكان مغلق: كالشارع والقرية والمدينة.
- أهمية البيئة في
القصة:
- طبيعة إدراك
الزمان والمكان عند الإنسان:
-
رأى بعض الدارسين أن المكان أكثر التصاقاً بحياة الإنسان من الزمان؛ لأن الحس
الزمني يعد عنصرً أصيلاً في بناء الإنسان الفكري والنفسي؛ غير أن إدراك
لإنسان للزمن لا يكون إلا رهن استدعاء الإنسان له. فهو يستدعي الماضي لحنينه
إليه، ويستدعي الحاضر لأنه يألفه ويقلق عليه، ويستدعي المستقبل لأن أمله فيه ، وهو
يخاف منه لأنه مجهول. أما إدراك الإنسان للمكان فهو إدراك حسي مباشر، وهو
مستمر معه طول عمره.
-
هل يمكن الفصل بين الزمان والمكان؟:
-
لا يمكن الفصل بين الزمان والمكان؛ حيث أنهما مرتبطان ومتداخلان مع بعضهما. فلا
يوجد زمان بلا مكان والعكس صحيح.
-
أهمية المكان والزمان:
-
تأتي من خلال ارتباطهما بالإنسان، وليس هناك أهمية للمكان والزمان المجردين
عن الإنسان.
-
صور المكان في قصص الهدهد:
-
القرية(يعبد- صفد- الكرامة- فوعرة).
-
المدينة(عمان- مكة المكرمة- القدس- المدينة المنورة).
-
المخيم( مخيم الدهيشة).
-
السجن(معتقل المناضلين وليس مهجع المجرمين).
-
البحر(مثل قصة قراصن البحر) البحر المتوسط.
-
المكان العام( غير محدد الملامح، حيث تجري الأحداث في مكان مطلق. مثل: حكايات
الغول).
-
صور الزمن:
-
الزمن العام: غير محدد كما هو في الحكاية الشعبية، قصص : حكايات الغول،
ويبد بالفعل الماضي: كان ، حدث.
-
ينقسم عند روضة إلى قسمين:
1.
زمن السلم: تسرد في حياة السلم والهدوء.
2.
زمن الحرب: تسرد فيه صور الدمار والخراب.
-
قصة منقذ القرية: فيها زمان السلم والحرب.
-
قد تبدأ قصصها بالحاضر ثم تعود إلى الماضي عن طريق تقنية الاسترجاع Flash back.
4)
الأسلوب:
- يتوقف أسلوب قصص أدب
الطفل على مبدأ واحد هو: وصول الفكرة إلى الطفل.
- عناصر الأسلوب:
1.
السرد: ذكر الأحداث بلغة الضمائر، وتسليط بعض الضوء على كل موقف. يستخدم الأفعال:
يذهب، يلعب
2.
الحوار: منولوج- خطاب.
3.
الوصف: ذكر التفاصيل وتسليط الضوء على موقف ما. يستخدم الأسماء: ليلة مقمرة، غرفة
متواضعة.
-
تعريف الأسلوب: طريقة يستعملها الكاتب في التعبير عن مواقفه
والإبانة عن شخصية الأديب عن سواها، ويتمثل ذلك في:
-
اختيار الألفاظ- صياغة العبارات- التشابه- الإيقاع.
-
يرتكز الأسلوب على أساسين:
أ-
كثافة الأفكار الموضحة وخصبها أو طرافتها.
ب-
تنخيل المفردات وانتقاء التراكيب الموافقة لتأدية هذة الخواطر بحيث تأتي الصياغة
محصلاً لتراكم ثقافة الأديب ومعاناته.
- أنواع الأسلوب من
حيث الشكل:
1.
الأسلوب السهل الواضح.
2.
الأسلوب المزخرف(استعارات- تشابيه-…).
3.
الأسلوب المعتدل( يروح بين البساطة والزخرفة).
- السرد: لغة
الضمائر(الراوي)
1. ضمير الغائب: سيد الضمائر السردية
في القصة ما عدا الرواية القصيرة، فلها ضمير المتكلم.
2. ضمير المتكلم: يلغي الفوارق الزمنية
بين السارد والشخصية فالسارد شخصية مشاركة في الأحداث.
3. ضمير المخاطب: لا يختفي وراءه
الكاتب، وفيه يظهر الاستعلاء في القصة.
5) التناص:
-
يعني أن يتضمن نص أدبي ما نصوصاً أو أفكاراً أخرى سابقة عليه، عن طريق الاقتباس أو
التضمين أو التلميح أو الإشارة أو ما شابه ذلك من المقروء الثقافي لدى الأديب بحيث
تندمج هذة النصوص أو الأفكار مع النص الأصلي ليتشكل نص جديد واحد متكامل.
-
أنواعه:
-
تناص ديني مع الآيات أو الأحاديث.
-
تناص تاريخي.
-
تناص أدبي.
-
تناص فني. وغيرها.
6)
البناء:
-
يوجد ثلاث طرق لبناء القصة:
1.
أن يأخذ الكاتب الحبكة ثم يلائم لها الشخصيات.
2.
أن يأخذ الكاتب شخصيةً ما ويختار بعض الأحداث والمواقف التي تنتمي إليها.
3.
أن يأخذ البيئة(لزمان والمكان) ثم يجعل الأحداث والأشخاص تعبر عنها أو تجسدها.
-
أبسط صور البناء أن يكون للقصة بداية ووسط ونهاية.
أ.
المقدمة: تشغل بدايةالقصة ويتعرف فيها القارئ على الأمور اللازمة لفهم ماسيأتي
لاحقاً.
ب.
العرض: تتوالى فيه الحوادث ووقائع القصة حتى تصل إلى أقوى الأحداث (العقدة).
ت.
الخاتمة: انطلاق القصة نحو الحل (الإنفراج) وتسمى لحظة التنوير.
7)
اللغة:
-
اللغة هي القالب الذي يصب فيه القاص بشكل عام أفكاره. (اللغة وعاء الفكر).
-
تأثير اللغة:
1.
بها تنطق الشخصيات.
2.
تتكشف الأحداث.
3.
تتضح البيئة.
4.
تعرف القارئ على طبيعة التجربة التي يعبر عنها الكاتب.
-
يجب أن تكون بغة القصة متناسبة مع الفئة المستهدفة بها:
أ)
الأطفال:
-
يتدلى الكاتب بأسلوبه إلى مستوى القارئ الطفل.
-
التناسب بين الإنتاج الأدبي ودرجة النمو النفسي والعقلي.
ب)
الشباب.
ت)
الكبار.
-
روضة الهدهد: وجهت قصصها نحوالمرحلة المتأخرة من مراحل لنمو اللغوي(مرحلة الكتابة
الناضجة) السن:(12-15 سنة).
-
يجب مراعاة ضبط الحروف عند الكتابة للطفلولكن بقدر محدود لئلا يأتي بالسلبية التي
تعرقل انطلاق الطفل في القراءة.(قصص الهدهد: ليست مشكولة شكلاً كاملاً وإنما
تقصر لشكل على الحروف التي يحتمل أن يخطئ الطفل في قراءتها).
-
لغة الحوار: (حوار الهدهد: أغلبه بالفصحى)
1.
الفصحى: هناك من ينادي بالالتزام بها لأنها:
-
قادرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر.(هدف فني)
-
تساعد على التوحد بين أبناء الأمة العربية الواحدة.(هدف قومي)
-
يحفظ لغة الضاد من الضياع. (هدف قومي)
3.
العامية: من ينادي بها يرى أنها:
-
أكثر واقعية وحياة وصدقاً في التعبير عن مستوى الشخصيات.
-
هي لغة الحياة، والرواية لغة الحياة.
التعامل مع لغة القصة للطفل:
-
محاولة استعمال العربية البسيطة في المراحل الأولى.
-
اكتشاف ما في العربية السليمة من ألفاظ عامية وإحيائها في لغة الكتابة.
-
أن نقدم للطفل ما يستطيع فهمه.
-
تقريب العربية إلى الطفل ما أمكن.
معلومات عامة:
-
بداية القصة الأردنية للطفل عام 1953م.
-
البداية الحقيقية: عام1979م.(عام الطفل الدولي).
-
أدب الطفل ظهر على يد: الفرنسي تشارلز بيرو.كتب ثماني قصص خيالية بعنوان حكايات
أمي الإوزة.
-
أول من قدم أدباً عربياً مدوناً للأطفال: رفاعة الطهطاوي وكان مترجما عن
الإنجليزية.
-
أول من ألف أدباً عربياً للأطفال: أحمد شوقي.
ملخص القسم الفني(الفصل الثالث)
القصة في أدب الأطفال في الأردن
رسالة ماجستير
الأستاذ الدكتور/ موفق مقدادي
لخّصه: الدكتور عبدالكريم اعقيلان