كتبه/ الدكتور عبدالكريم عبدالقادر اعقيلان
تمهيد
من رحم التاريخ يتولد الإحساس بالتجربة وتتفتق القريحة بالإبداع... ففكرةٌ تتجسد... وصورةٌ تتمثل... وثمة الأدب الذي تُنسَج خيوطه شبكةً ليست كبيت العنكبوت، بل هي أشدّ وأبقى؛ بما يمتلكه التاريخ من عناصرَ متماسكة، وأركانٍ وطيدة، تحول دون غياب تلك الأحداث، وحينها، تجد المبدع شاعراً أو ناثراً...
لقد كانت الطبيعة العربية بما تمتلكه من بعد حضاريّ متصل بعصر ما قبل الإسلام في إبداع القصيدة العربية في العنصر الفنّيّ وقيامها على مبدأ الشطرين وعمود الشعر، لقد كان لهذا أثرٌ في قيام القصيدة العربية في العصور الأدبية التالية على النظام ذاته، واستمرارها على النهج ذاته في تغطية الأحداث التي تحيط بمجتمع الشاعر، فضلاً عن توليدها لقرائحَ شابّةٍ وتأثّرها بمستجدات العصر طبيعةً وببلوغرافيا وحكماً سياسيًّا.
ونحن في حديثنا عن الحقب التاريخية وعلاقتها بالأدب شعراً أو نثراً، نمتلك من الآفاق والأبعاد ما يمكننا من تصوير ظواهرها الأدبية بصورةٍ مميزة، تجعلنا نتخطى حدود الزمان والمكان والإنسان، لنسبر إلى غوارها وما وراءها من صورٍ ومضامين تجعل من مسألة الإبداع جهداً مشتركاً يمثل الأديب شاعراً أو ناثراً طرفاً أول، ويمثل الناقد أو القارئ طرفاً آخر لا يقل أهميةً عن المبدع؛ لأنه يمثل حالةً من الإبداع في القراءة تماثل الإبداع في النص، بما يقدمه من رؤية مبتكرةٍ وفكرةٍ خلاقة.
ولقد كانت عصور الأدب على الاختلاف في تحديد بداية ونهاية كل عصر، محط أنظار دارسي أدب العصور الأدبية، وكان للشعر فيها حظٌّ وافرٌ... وعصر الموحدين واحدٌ من هذه العصور التي زخرت بالأحداث السياسية وما واكبها من شعرٍ لا خلاف في الاصطلاح على تسميته بـ(الشعر السياسيّ)، ونحن نسعى في هذا التقرير أن نسجل بعض الملاحظات على هذا النوع من الشعر في هذا العصر من خلال العناوين التالية:
مفهوم الشعر السياسي
عصر الموحدين
العلاقة بين شعر السياسة وعصر الموحدين
المطلب الثاني: أبعاد الشعر السياسيّالبعد السياسي
البعد الاجتماعي
البعد الدينيّ
المطلب الثالث: الجانب التطبيقيّ
سينيّة ابن الأبار
البحث منشور في كتاب:
دار جليس الزمان - الأردن/2018